هذا الالتهاب هو أكثر أسباب نزيف اللثة انتشاراً وإنه لا يحدث بين يوم وليلة لكنه يبدأ بطيئاً حتى يكتمل ويصبح مزمناً
أسباب التهاب اللثة:
إن إهمال نظافة الفم هو أكبر هذه الأسباب وإن فضلات الطعام والرواسب الجيرية التي تتراكم على الأسنان وبينها وبين طرف اللثة ينتج عن ذلك التهاب مزمن في اللثة.
إن هذا الالتهاب لا يحدث في حواف اللثة فقط ولكنه يحدث أيضاً في الجزء الهرمي من نسيج اللثة الذي يوجد بين كل سن وأخرى وإن أعراض هذا الالتهاب غاية في البساطة إذ أنها تأتي في صورة احمرار في اللثة وألم خفيف وورم بسيط لا يذكر ورائحة كريهة تصدر من الفم وأخيراً نزيف اللثة وهذا النزيف يكون طفيفاً جداً في البداية ويأتي من وقت لآخر وتزيد كميته رويداً رويداً وقد يستمر سنوات طويلة.
الالتهاب ذو القروح في اللثة:
إن رائحة فم المريض تصبح كريهة ونفاذة جداً وإن نزيف اللثة في هذه الحالة يحدث تلقائياً أو عند لمس اللثة بأي شيء كالأصابع مثلاً.
وهذا النوع من الالتهاب الحاد غالباً ما يؤدي إلى حدوث قروح نتيجة لحدوث تآكل في نسيج اللثة، وهذا المرض قد يحدث فجأة ويؤدي إلى حدوث سلسلة طويلة من المتاعب للمريض لا حد لها وإن اللثة تصبح حساسة، وإن كمية اللعاب تزداد في فم المريض ويفقد بذلك قدرته على التذوق وفي أحيان أخرى كثيرة يفقد المريض شهيته للطعام ويعاني من الحمى والإمساك والصداع أيضاً.
إن هذا النوع من الالتهاب في اللثة معد ينتقل من فم المريض إلى فم السليم عن طريق التقبيل أو أكواب الشرب مثلاً وإن أبرز أسباب هذا الالتهاب هو إهمال نظافة الفم وإن كان العامل المهيج في حدوث هذا الالتهاب هو ميكروب خاص.
أسباب نزف اللثة:
الالتهاب المزمن للأنسجة المحيطة بالأسنان:
وهي البيوريا والتي تعبر عن الالتهاب المزمن الذي يصيب كل الأنسجة المحيطة بالأسنان ومنها أنواع كثيرة منها البسيط الذي يمكن التغلب عليه ومنها الشديد جداً الذي لا علاج له أبداً إلا بخلع الأسنان على الفور وتستمر البيوريا سنوات طويلة وهي في الغالب امتداد للالتهاب البسيط في اللثة إذا أهمل علاجه.
إن الآلام الشديدة تحدث حينئذ عند مضغ الطعام وليس هذا فقط بل إن المصابين بهذا المرض يشكون مر الشكوى من أن أسنانهم أصبحت تتحرك من مكانها.
القسوة في استعمال فرشاة الأسنان:
الذين يستعملون فرشاة الأسنان يجب أن ينتبهوا إلى حقيقة بارزة وهذه الحقيقة هي أنهم يجب ألا يستعملوا فرشاة الأسنان بقسوة أبداً لأن القسوة في استعمال فرشاة الأسنان تجعل اللثة تنزف نزفاً شديداً وذلك لأن فرشاة الأسنان حينئذ تحدث تسلخات وجروحاً في اللثة بدلاً من أن تعمل التدليك اللازم إذا ما استعملت بطريقة هادئة بطيئة.
نزيف اللثة أيام الحيض:
إن نزيف اللثة في أيام الحيض يزداد إذا ما أهملت نظافة الفم إلى حد إصابة اللثة بالالتهاب البسيط المزمن.
إن إصابة اللثة بهذا الالتهاب البسيط قبل فترة الحيض يجعل نزيف اللثة شديداً عندما تأتي هذه الفترة.
وإن اللثة أيام الحيض تزداد حمرتها وتتورم قليلاً وقد تكون مصدراً لبعض الآلام للمريض أما نزيف هذه اللثة فإنه لا يحدث في فترة الحيض فقط بل قد يحدث أحياناً في أيام قليلة قبيل فترة الحيض وقد يستمر أياماً أخرى بعد انتهاء هذه الفترة وفي بعض الأحيان فإن نزيف اللثة قد يحدث شهرياً في كل فترة حيض وينتهي عادة بانتهاء هذه الفترة وإن الاضطرابات الهرمونية قد تكون هي السبب في نزيف اللثة أيام الحيض ولذلك فإن علاج المريضة بواسطة أخصائي هرمونات يصبح ضرورة لازمة ولكن هذا يجب ألا يحدث إلا بعد أن يقوم طبيب الأسنان بإزالة كل الأسباب الموضعية في الفم التي تسبب نزيف اللثة لأن إزالة هذه الأسباب أحياناً يكون كافياً كعلاج للمريضة لإيقاف نزيف اللثة في فترة الحيض.
نزيف اللثة في فترة الحمل:
السيدات في فترة الحمل يصبن بنزيف اللثة أحياناً وهذا النزيف يعتبر أحد مظاهر التهاب خاص يصيب اللثة عند بعض الحوامل في وقت الحمل.
وإن إهمال نظافة الفم في البدء هو السبب وإن كانت الاضطرابات الهرمونية أثناء فترة الحمل تساعد أحياناً هذا الالتهاب في اللثة.
ومن المعروف أيضاً أن الأسباب الموضعية في الفم تكون أشد تأثيراً في فترة الحمل عن أي وقت آخر ذلك لأن لثة الحوامل تكون أكثر استعداد للإصابة بهذا الالتهاب في تلك الفترة خصوصاً أن الحوامل يصبن بخمول شديد في فترة الحمل يؤدي إلى إهمال نظافة الفم وبالتالي الإصابة بهذا الالتهاب في اللثة.
إن هذا الالتهاب يظهر بشكل طفيف في شهور الحمل الأول والثاني وتزداد شدته تدريجياً ويزول عقب الولادة مباشرة أو بعدها بفترة قليلة.
إن الحوامل المصابات بهذا الالتهاب يشكون من أن نزيف اللثة يحدث لهن بشكل كثير في هذه الفترة وخاصة عند استعمال فرشاة الأسنان أو عند مضغ الطعام مثلاً.
وفي أحيان أخرى كثيرة تصاب بعض الحوامل بتكوين ورم صغير في اللثة حول بعض الأسنان وهذا الورم ينزف كثيراً وخاصة إذا ضغطت عليه الأسنان أثناء مضغ الطعام وإن نزيف اللثة يصبح شديداً عند وجود هذا الورم.
نقص فيتامين ج:
بعض الناس يظنون أن فيتامين ج هو خير علاج لنزيف اللثة دائماً وهذا غير صحيح لأن فيتامين ج لا قيمة له نهائياً لمنع نزيف اللثة إلا إذا كان هذا النزيف قد حدث بسبب نقص فيتامين ج بالذات.
والذي يحدث عادة هو أن نزيف اللثة يكون له أسباب وضعية في الفم بل إن مظاهر فيتامين ج لا تظهر في الفم إلا إذا كانت هناك عوامل مشجعة مثل الرواسب الجيرية وإهمال نظافة الفم.
وإن نقص فيتامين ج لو استمر أكثر من ستة أشهر فإنه قد يستطيع في النهاية إحداث نزيف اللثة.
أمراض الدم:
الأمراض التي تصيب دم الإنسان كثيرة لها أنواع وأشكال منها ما هو حاد ومنها ما هو مزمن وبعضها يكون سببه الوراثة أو نقص التغذية وبعضها يكون سببه أوراماً سرطانية مثلاً.
كل أمراض الدم تستطيع أن تسبب نزيف اللثة هذا النزيف قد يكون بسيطاً ولكنه أحياناً يكون شديداً جداً لا يمكن إيقافه إلا بصعوبة بالغة وقد يحدث تلقائياً وعند أقل ضغط على اللثة كما يحدث عند الضغط عليها بالأصبع مثلاً.